وللبعض، وجوده عابر. تسحبهم الحياة بسرعة تجعلهم ينسون أنه موجود، لكنهم رغم ذلك يستمتعون بلحظات المرور العابرة… حتى لو لم يملكوا رفاهية التوقف.

مصدر متجدد. يمدّهم بالطاقة والأمل والإلهام عندما تستنزفهم الحياة. وبدونه يشعرون كأنهم سمكة خارج الماء.

عالمًا لا نهائيًا من الاحتمالات، مكانًا يسمح لهم بتخيّل حياتهم المثالية، والعيش فيها ولو لثوانٍ.

Amany

I found Amany sitting by the sea with her headphones in, she seemed to be in a meditative state, her calmness and groundedness made me wonder what she had to say about the sea, and encouraged me to approach her. When I asked Amany what the sea means to her, she steadily replied, saying that the sea to her is life, it is “a whole other world” where she feels at home. It is the soothing embrace of a mother that shelters her from the world and listens to all of her worries, offering only comfort, not judgment. She loves writing poetry and short stories, and the sea happens to always be the place that lights up the lightbulb over her head. If she had to describe the sea in one word, it would be “a world” because it encapsulates every single emotion to exist, and it even manages to evoke each and every one of them within us. Amany believes that she can tell the sea anything, things that she would never tell (other) people, she is so emotionally attached to it that she catches and stops herself before referring to it as an object. “No,” she says, “it’s not an object, it understands human emotion better than actual humans do, even though it never replies”. When she is facing the hardest of times, she comes to the sea for answers, and although she knows that the answer comes from within, through the quiet and invisible labor of self-reflection, she likes to believe that it is the sea that miraculously grants her the solutions for all of her problems.

Play
Play

هو لوحة تُعرض عليها أجمل الذكريات. يأتون إليه ليستعيدوا أيامًا مضت  من العمر، وليحزنوا على من رحل. يمنحهم العزاء، وكتفًا يبكون عليه.

بالنسبة للبعض، البحر نافذة مقدسة إلى إلهي، البحر خلق رائع يغذي روحهم. يهدئ العواصف التى بداخل عقولهم، ويوفر لهم الإرشاد والوضوح.

أحيانًا يكون مهربًا صغيرًا للعقل والحواس. يُديرون ظهورهم للعالم، ويتركون ضوضاءه وراءهم.

هو أقرب صديق. يتحدثون إليه، يبوحون له بأعمق أسرارهم، واثقين أنه سيستمع… وسيفهم… ولن يحكم.

 البحر أمّ، تضمّهم إلى حضنها، وتدعوهم ليفرغوا ما في قلوبهم. يشعرون بارتباط قوي به لدرجة أنهم لا يستطيعون حتى وصفه كشيء غير حي. بالنسبة لهم… البحر كائن حي، له روح وشخصية، وله قدرة على الحب والاحتواء والدعم.

هو رفيق وفيّ. كان هناك في كل لحظاتهم… شهد انتصاراتهم وكسرتهم. بقى أطول من أي صديق أو حب أو مشكلة أو فرح.

في الإسكندرية، كان البحر دائمًا جزءًا مهمًا من يومي. أشعر بالحنين كلما انتزعني إيقاع الحياة السريع من حضنه. أنظر إليه من نافذة السيارة وأنا في طريقي إلى الجامعة، أو عائدة من المشاوير، وأتمنى لو أنني فقط أجلس عنده، أتنفس هواءه، وأستعيد ثباتي في حضوره.

وبصفتي شخصًا يسعى دائمًا ليكون منتجًا قدر المستطاع، ويحمّل نفسه أكثر مما تحتمل، كثيرًا ما أفقد نفسي وسط دوّامة الحياة. من السهل أن أنجرف وأنسى أن أتوقف وأستنشق عبير اللحظة… أو في حالتي: رائحة البحر. وكلما طالت الفترة بيني وبينه، ازداد داخلي هذا الشوق، فأتوتر، يضيع تركيزي، وأدخل تدريجيًا في إرهاق يشبه الاحتراق. كأنني أغرق ببطء في هذا العالم السريع، بينما هذا المشهد الأخّاذ يمر أمامي كل يوم، ومع ذلك نادرًا ما أجد الوقت لأتوقف، أهدأ، وأتأمل جماله.

لكن حين أسمح لنفسي أخيرًا أن أتوقف وأتأمله، تتلاشى كل الأشياء الأخرى من ذهني. أكون حاضرة… ثابتة… مرتاحة كما لم أكن منذ زمن. يهدأ الضجيج، وتزداد يقظتي لما حولي. تخرج همومي مع كل زفير، ومع كل شهيق يتدفق النور والطاقة والإلهام. يعيد البحر شحن روحي؛ تمتد أمواجه لتملأ فراغي من جديد، لأستطيع أن أكمل. ومع إدراكي لهذا النمط شيئًا فشيئًا، بدأت أتساءل: هل يشعر الآخرون بما أشعر به تجاه البحر؟ أم أنه أمر يخصني وحدي؟ البحر يمنحني ما أحتاجه: فسحة، تذكير بأن أبطئ، أتنفس، ولا آخذ نفسي بجدية زائدة. هل يذهب الجميع لنفس الأسباب؟ أم أنه يهمس لكل روح بمعنى مختلف تمامًا؟

بدأت هذا المشروع بحثًا عن إجابات لأسئلة كثيرة شغلت ذهني. على كورنيش الإسكندرية، تحدثت مع كل من كان يجلس هناك يحدّق في ذلك العُمق الأزرق. طرحت أسئلتي، وأجابوني. وأدهشني كيف أن كل شخص يرى شيئًا مختلفًا… شيئًا خاصًا؛ كل واحد منهم كان إكتشافا بذاته. لماذا يحمل البحر معنى مختلفًا لكل شخص؟ بدا لي أن البحر يحتضن معاني لا تُعد وكأنها انعكاسًا لكل قلب يلمسه. وبعيدًا عن جمال الحوارات والقصص التي سمعتها، وجدت نفسي أعيد اكتشاف علاقتي الخاصة به. قضيت ساعات طويلة عند البحر، من الشروق حتى الغروب، أتشرب حضوره وأدعه يقودني في رحلة البحث هذه. ولأول مرة، منحت نفسي له كليًا؛ لم أعد أزجّه في أطراف يومي، بل وضعته في المركز… وجعلته أولويتي.
السيرة الذاتية

زينة الدناسوري هي مصورة وكاتبة تقيم في الإسكندرية، مصر. يستكشف عملها القصص الدقيقة للحياة اليومية، والروابط الأصيلة التي تتكوّن بين الناس والأماكن من خلال السرد البصري واللغوي.

تُدرك زينة أن كل شيء في حالة من التغيّر المستمر، وخاصة في الإسكندرية، واكتشفت أن التصوير الفوتوغرافي لا يساعدها فقط على الحفاظ على روح الإسكندرية وجوهرها، بل سبيل أيضًا للاستمتاع بها وتقديرها أكثر.

يمنحها التصوير الفوتوغرافي فرصة للتواصل والتفاعل مع أشخاص من جميع مناحي الحياة؛ فبدلًا من مجرد المرور بشخص في الشارع، يتيح لها التصوير الفرصة للتوقف وسماع وجهة نظره، وربما حتى قصته الكاملة.

البحر حياة
بواسطة زينة الدناصوري
مقدمة المشروع
أهلاً بكم في أطلس شعبي. تحتوي صفحات المشروع على عناصر غير متاحة للعرض عبر شاشة الهاتف المحمول. لذا، لضمان حصولك على أفضل تجربة، نوصي باستخدام حاسوبك أو شاشة الكومبيوتر.