بواسطة نادين علي

على حدّ ما أتذكر، كنت دائما أبحث عن الحب وعن لحظات الدفيء والهدوء في مدينة لا تعرف الراحة. تمنيتُ لو أفهم معنى تقدير الزائل، وحب ما هو فانٍ ومصيره الزوال. كانت هذه الرحلة هي ذكرياتي عن الحميمة، انعكاسًا لذلك الشعور حين تمسك بشيء، وحين يُمسك بك. تلك اللحظات من القرب الإنساني لا تختفي، بل تظلّ عالقة في زوايا لا ننتبه إليها كثيرًا، حيث توجد في بيوتنا وفي أسِرّتنا وبين ذراعي من نحب، وتتمثل في رقة دعاء الأم وفي همسة طائرٍ صغيرٍ يتّسع له كفّك.
لطالما رغبت أن أفهم معنى أن تحتضن شيئًا رغم علمك بأنه سيزول يومًا ما. ذلك الحب الذي بدا يومًا بعيد المنال، لكنه كان مختبئًا في ذاكرة جسدي ،لا يعيش في الدوام، بل في الطريقة التي جعلني أشعر بها، فالحب لا يُخبرنا متى يأتي ولا أين سنجده ولا يُمهلنا لنستعد للفقد، فهو ينقش نفسه في الذاكرة، ويترك أثره على أرواحنا.
كنتُ محظوظة لأني حظيتُ بثقةٍ كافيةٍ لأكونَ حاضرة في منازل الأشخاص الذين صوّرتهم. كان شعورًا مميزًا أن أراهم معًا، دون أن أزعجهم أنا أو كاميرتي، وأنا أشهدُ أجمل لحظاتهم وأحاديثهم الدافئة الصادقة. ذكرني ذلك بذكرياتي عن أحبائي الذين فقدتهم.
















